30 - 06 - 2024

لماذا يتخوف النظام الحالي من عودة شبح جمال وعلاء مبارك؟

لماذا يتخوف النظام الحالي من عودة شبح جمال وعلاء مبارك؟

محللون: تقدم آل مبارك بطلب التصالح مع القضاء أثار شك النظام

لا يزال النظام الحالي والمقربون منه متخوفون من أي شخص يعلن عن نيته للترشح لمنافسة الرئيس عبدالفتاح السيسي مستقبلا، في ظل أن الدستور الحالي يمنع ترشح "السيسي" لانتخابات رئاسية لفترة ثالثة.

وظهر أخر هذه التخوفات بتصريحات من مقربين من النظام بأن هناك صفقة بين جمال وعلاء نجلي مبارك الرئيس الأسبق وجماعة الإخوان المسلمين.

وفجر اتهام الكاتب ياسر رزق لنجلي الرئيس المخلوع مبارك، بالسعي لتخطي عقبة قضائية تمنعهما من الترشح للرئاسة، جدلاً حول احتمالات الخطوة من عدمها.

وطرح الاتهامات الكاتب ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة صحيفة "أخبار اليوم"، ولم يستبعد فيها إمكانية صفقة بين علاء وجمال مبارك مع جماعة الإخوان المسلمين.

رأى محللون سياسيون أن المخاوف التي عبر عنها رزق هي "رسالة قلقة من المستقبل وتمس أي محاولة جادة للترشح وليس مقصودا بها نجلي مبارك فقط". وربط خبراء ما قاله رزق بتقديم آل مبارك طلبا للصلح أمام القضاء في قضية مرتبطة بفساد مالي، لرفع الحظر عن الحقوق السياسية.

وعاد علاء وجمال، نجلا الرئيس الأسبق، للظهور بكثافة في المناسبات العامة والاجتماعية، ما أثار انتقادات من إعلاميين مقربين من النظام، وشكوك في طموحات سياسية، فيما يراه آخرون ممارسة طبيعية لحياتهما التي كانت قبل سنوات محط علاقات قوية ومتشعبة بالمجتمع.

وتقدمت أسرة مبارك لمحكمة النقض بطلب التصالح في قضية فساد مالي، غير أن المحكمة رفضت الطلب، ما يعني عدم قدرتها على ممارسة حقوقهما السياسية بالتصويت أو الترشح.

وقالت تقارير، إن رفض الطلب جاء بسبب عدم تقديمه بطريقة قانونية، حيث يفترض أن يقدم للنائب العام بالبلاد مشفوعا بالمستندات وليس لمحكمة النقض.

والحكم الصادر في القضية بالحبس والغرامة، من أبرز آثاره لكونه حكما نهائياً باتاً، حرمان مبارك ومنعه ونجليه من مباشرة الحياة السياسية لخمس سنوات تبدأ من تاريخ صدور الحكم الأولي في 2016 وتنتهي في 2021، أي قبل عام من الرئاسيات المقبلة.

وفي 18 سبتمبر قال رزق، في مقابلة مع فضائية مصرية مؤيدة للنظام،: "هناك حضور زائد من جمال والفترة الأخيرة علاء .. ماذا تريدون؟ تريد تنزل (تترشح) الانتخابات الرئاسية؟".

وأضاف رزق: "حتى لا ننسى صدر حكم نهائي ضدهم"، في إشارة لحكم نهائي بالإدانة بالسجن والغرامة المالية في قضية فساد وبموجبه لا يحق لهم الترشح (الأب ونجلاه).

وردا على سؤال حول عدم صدور تصريح من آل مبارك بالترشح ووجود حائل قانوني، تابع رزق: "أنا لا أضمنهم ولا أثق فيهم أنا متخوف من أنه في مرحلة ما يكون هناك صفقة بينه ( جمال) والإخوان؟".

غير أنه أعرب في الوقت نفسه عن "ثقة بأن الدولة المصرية قوية، ولن تسمح بعودة ما كان قبل 25 يناير 2011 أو 30 يونيو 2013، في إشارة لعودة فترتي حكم مبارك وجماعة الإخوان المسلمين.

وهاجم رزق علاء مبارك، من دون أن يسميه، عبر حسابه بـ”تويتر”، معتبراً ما قاله من صفقة مع الإخوان: "يدل على سطحية وفقر في التحليل وقراءة الأحداث".

من ناحيته يرى حسن نافعة، الخبير السياسي، أن المخاوف ستكرر أمام أي شخصية محتملة لها حيثيات أو تيار لخوض سباق الرئاسة 2022 وليس المقصود بها نجلا مبارك.

واعتبر نافعة هذا القلق المبكر نتاج "حساسية شديدة في هذا الملف".

ويجزم نافعة أن نجلي مبارك ليس لهما تطلع للرئاسة وليس هناك فرصة لهما، ولن يترشحا إلا إذا "تبنت نخبة من الدولة هذا الخيار".

وأشار نافعة، إلى أنه من المستحيل أن يكون نجلا مبارك بديلاً حالياً للنظام، ولكن يمكن صناعتهما فيما بعد بقرار أيضا "في ظروف معينة ليست متوفرة الآن".

ويعتقد نافعة، أنه طالما السيسي يحكم سيبقى يحكم ولن يكون رئيساً سابقاً على الإطلاق وربما يعدل الدستور في سياق ذلك.

ويقول سعيد صادق، المتخصص في علم الاجتماع السياسي، إن المخاوف مشروعة خاصة وأن نجلي مبارك – لاشك – لديهما علاقات متشعبة وعميقة.

ويرى صادق، أن التقدم بطلب الصلح يطرح سؤالا حول سبب رغبة أسرة مبارك في رد الاعتبار، هذا أمر يشير إلى أنهم يفكرون في أمر ما.

ويقول: "ليس بالضرورة أن يترشح نجلا مبارك ولكن هناك مؤيديون كثيرون له يستطيعون الترشح لبرلمان 2020 وتعديل ما يرون في الدستور إن كان لديهم الكتلة التصويتية المناسبة".

ويشير إلى أن النظام بالطبع يخاف من المستقبل في ظل تحولات كثيرة بالمنطقة ودستور لا يسمح بترشحه لولاية ثالثة.

واستدرك: "لكن في ظل معارضة منقسمة وتأييد إقليمي وخليجي للسيسي، فبالطبع لا جديد رغم تراجع شعبيته".
 ----------------------

كتب - محمد الغرباوي


آ 

آ 

آ 






اعلان